
هل حاولت جماعة الحوثي اختطاف أحدى طائرات اليمنية أثناء رحلتها من عمان إلى عدن ؟
نشر الصحفي اليمني إياد الموسمي عبر صفحته في منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منشورًا زعم فيه أن جماعة الحوثيين حاولت اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية كانت قادمة من مطار الملكة علياء الدولي في الأردن إلى مطار عدن، مضيفًا أن الجماعة حاولت إجبار الطائرة على الهبوط في مطار صنعاء، وكانت تقل على متنها مسؤولين حكوميين وقيادات أمنية تابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. فهل هذا الادعاء صحيح؟
ما حقيقة محاولة اختطاف طائرة اليمنية؟
أجرت منصة "يوب يوب" بحثًا مفتوح المصدر حول حركة الطيران الخاصة بالخطوط الجوية اليمنية، وتبيّن بالفعل وجود رحلة برقم IY647 انطلقت من عمّان إلى عدن بتاريخ 12 مايو 2025. لكن رغم وجود الرحلة، يصعب الجزم بأن الطائرة كانت بالفعل عرضة لمحاولة اختطاف. فماذا حدث بالضبط؟
تحليل بيانات الطيران عبر فلايت رادار 24
من خلال تتبع رقم الرحلة عبر منصة FlightRadar24، تبيّن أن الطائرة المعنية هي اليمنية 7O-AFG، وتشير البيانات إلى أن الرحلة انطلقت من مطار الملكة علياء الدولي في عمّان مساء يوم 12 مايو 2025، وكان الوجهة الظاهرة في السجلات هي مطار صنعاء، لكنها في الواقع وصلت إلى مطار عدن الساعة 12 منتصف الليل.
لماذا يظهر سجل الرحلة كأنها متجهة إلى صنعاء؟
وفقًا لسجلات الطائرات العاملة ضمن أسطول "اليمنية" في عدن، فإن الطائرة 7O-AFG واحدة من أربع طائرات تتحكم بها الشركة في عدن، وهذه الطائرات لا تطير إلى صنعاء منذ أن استولى الحوثيون على ثلاث طائرات يمنية في صنعاء قبل عام
ولا تعبر أجوائها مطلقًا منذ اندلاع الصراع ،وغالبا تقل هذه الطائرات مواطنين من المحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية، أو شخصيات مناهضة لجماعة الحوثي، أو مسؤولين في الحكومة اليمنية، ما يجعل الوصول إلى صنعاء يشكل خطرًا أمنيًا حقيقيًا عليهم.
لكن، كيف سُجلت الرحلة رسميًا على أنها متجهة إلى صنعاء؟ وكيف تم تدارك الأمر؟
ما الذي حدث في الجو؟
تُظهر بيانات التتبع أن الطائرة كانت في طريقها عبر سماء البحر الأحمر قبالة مدينة جازان السعودية، قبل أن يتم تصحيح مسارها نحو مطار عدن، ما جنب الركاب الوقوع في كارثة محتملة لو كانت الطائرة قد هبطت فعلًا في صنعاء.
هذا الخطأ في تحديد الوجهة كان من الممكن أن يعرض حياة العديد من الركاب للخطر، لا سيما في ظل التوترات الأمنية.
من المسؤول عن تسجيل الرحلة على أنها متجهة إلى صنعاء؟
يبقى السؤال الأهم: من يقف وراء تسجيل الرحلة على أنها عمان – صنعاء؟
ولماذا لم يتم تدارك هذا الخطأ إلا في اللحظات الأخيرة؟
لا تزال هذه الأسئلة بدون إجابة، ما يفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات حول سلامة نظام تسجيل الرحلات وتلاعب محتمل في سجلات الطيران.
" تم الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لإعادة صياغة التقرير وتصحيحه